samedi 21 juin 2008

عبد الصمد بن شريف


عبد الصمد بن شريف
بشعره الاسود الدي يغزوه الشعر الابيض يدل على انه انسان وقور وانه رغم رجاحة عقله لايزال شابا وان تلك الشعيرات البيضاء خرجت الى الوجود نتيجة التفكير الدائم والانشغال بالا خبار و المواضيع والقضايا المعاصرة, وعلى العكس ما يقال في التحليل النفسي بان العينان الضيقتان تدلان على المكر والخداع بل هي تدل على البراة وصفاء النية ولون عينيه يدل على قوة شخصيته وهي قوة كامنة لاتظهر الا عند الضرورة فتكون اشيبه بنار تحت رماد,اما حاجبه المستويان فيدلان على رزانته وسوائه والحكمة والتفكير السوي البعيد كل البعد عن التطرف
بكل هده الملامح الساحرة يطل علينا بعد طول غياب من خلال برنامجه الجديد تيارات احرزتم من يكون انه الصحفي الزميل عبد الصمد بن شريف الوجه التلفزيوني الدي نعرفه .
ولد عبد الصمد بن شريف عام 1964 في قرية بني بو فراح باقليم الحسيمة.
منذ أن كان تلميذا وعمره لا يتجاوز 11سنة، شعر بميل جارف نحو مهنة الصحافة، كان يتميز في الفصل بطريقة قراءته، التي كانت قريبة إلى حد ما من الإذاعي، وهذا ما كان يحمل أستاذ العربية، على إغداق المدح على صوته، علاوة على أنه كان دائما أحلم بأن أصبح كاتبا في يوم من الأيام،كان المذياع هو وسيلتنا المشتركة، للبقاء على صلة بالعالم، بل شكل المذياع مدرسة حقيقية استفاد منها، وعزز شعور بالانتماء إلى عالم الصحافة مبكرا، كما قوت رغبته في الكتابة، لاسيما أن البرامج الأدبية والثقافية التي كانت تبثها إذاعة لندن، واستضافتها لعدد من الكتاب، كانت تغويه وتستأثر باهتمامه.
لكن رغم هذا الاستعداد الفطري، إذا صح التعبير، عاكست رياح الواقع رغبتي وطموحي، وكنت أرغب في اجتياز مباراة ولوج المعهد العالي للصحافة آنذاك، بيد أن عزلة مسقط راسي أجهض حلمي.
قرر متابعة الدراسة، في كلية الآداب بوجدة. اعتقل هناك في انتفاضة 1984، حكم عليه بـ 3سنوات سجنا نافذا، أمضها بالكامل
لما خرج من السجن أكمل دراسته، ومن جديد اقتحم عالم مهنة الصحافة، كاتب عدة جرائد مغربية وعربية دولية، إضافة لإذاعة البحر الأبيض المتوسط، لكن كل هذا كان مجرد أضغاث أحلام.
كانت البداية مع إذاعة طنجة، بدون مقابل، لكنها فتحت أمامي أفقا شاسعا من الحلم.. من هنا بدأ.
ولما كان ملحا، أمسك بالحلم حتى لا ينفلت منه، وطرق باب جريدة الميثاق الوطني، ولج هذه المؤسسة، في يونيو 1989، حيث تم قبوله كمحرر، فكانت هذه هي الانطلاقة الفعلية، ويرجع الفضل للميثاق الوطني،في فتح أبوابها في وجه معتقلين سياسيين سابقين، وتمكينهم من استثمار طاقاتهم وأفكارهم، فهي لم تشعر حيال ماضيهم وقناعاتهم الإيديولوجية والسياسية بأي حرج.
بعد تجربة عمرت بضع سنوات في الصحافة المكتوبة، انتقل إلى القناة الثانية "دوزيم" عام 1993، حيث التحق بقسم الأخبار، ليشتغل محررا مع مجموعة صغيرة، تحمل عبئا كبيرا في إرساء دعائم وأسس تجربة القناة الثانية، خاصة في سنواتها الأولى عندما كانت تبث بالمرموز، وقدم نشرة الأخبار بالإضافة إلى إعداد وتقديم مجموعة من البرامج الحوارية والوثائقية، وتغطية العديد من المؤتمرات والأحداث، لكن شروط الاشتغال داخل المؤسسة، وعدم وجود تصور واضح لها ، أجهض الكثير من هذه البرامج ، وهكذا نفقد الكثير من التجارب المشرقة، بسبب انعدام الحس والحدس المهني والثقافي والتاريخي،
كان برنامج "قضايا للنقاش" و"جلسات فكرية" يثيران جملة من القضايا والإشكالات المرتبطة بتحول المجتمع وتحديات العولمة، والحوار بين الثقافات والديانات، ومسألة التحول الديمقراطي والإصلاحات في شتى مناحيها..إلخ. أما برنامج "لكل الناس" الذي توقف لأسباب متعددة، فقد واكب أهم القضايا والتحولات التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، من المفهوم الجديد للسلطة، إلى قراءة خمسين سنة من الاستقلال، وحاول تقريب المشاهد/المواطن من دلالات وأبعاد بعض القرارات التي اتخذت لتأهيل البلاد ديمقراطيا، كإنشاء هيئة الإنصاف والمصالح، ومدونة الأسرة..إلخ
و الآن يعد ويقدم برنامج "تيارات"، وهو كما يبدو ذو طبيعة حوارية، وفضاء لتقابل الآراء، ويحاول إرساء نقاش بين مختلف الفاعلين، خاصة السياسيين منهم، لاسيما أن المغرب مقبل على مجموعة من الاستحقاقات.
وعبر مساره المهني، قابل بن شريف العديد من الوجوه المغربية والعربية، مثل محمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير، والمرحوم فيصل الحسيني، وعصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وخلفه عمرو موسى، ومحمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، و الروائي المصري جمال الغيطاني، والمفكر العربي برهان غليون، ونصر حامد أبو زيد و الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الذي حضي بشرف استضافته في الشهور الأخيرة من تحمله مسؤولية حكومة التناوب التوافقي، والأستاذ محمد بوستة، والمفكر والدبلوماسي علي أومليل، والأستاذ العلامة عبد الهادي بوطالب، وعدد كبير من الوجوه في مختلف المواقع لا تسمح المناسبة لجرد أسمائهم جميعا.
ويقول عبد الصمد بن شريف احدى حوار حتى الآن سلخت عمرا لا يستهان به في مهنة الصحافة، وكثيرة هي الذكريات التي تقبع في ذاكرتي، منها ما هو جميل ومحفز، ومنها ما هو مؤلم ومثير، أقوى تجربة مررت بها، كانت صيف 1996، عندما اعتقلت رفقة المصور التلفزيوني، عبد الرحيم البوحديوي، وحسن العلوي، رئيس تحرير صحيفة" لومتان"، بمطار "زاغرب"، بالعاصمة الكرواتية، كنا الثلاثة متجهين إلى مدينة "موستار" بالبوسنة، لإنجاز برنامج وثائقي، عن مشاركة التجريدة العسكرية المغربية، في إرساء السلام في البوسنة والهرسك، لكن حدث ما حدث، إذ وجدنا أنفسنا رهائن في مطار "زاغرب"، أمضينا 24 ساعة في جو إرهابي، مشوب بحرب الأعصاب، لكن سرعان ما جاء الخلاص، بعد مساعي دبلوماسية، وتدخلات على أعلى المستويات
اعاد كل حياته في شريط من الدكريات مند ان كان طفلا يلهو في اقصى الريف الى لحظة الاختطاف
تم الخلاص و الحرية.
مهدي شيهب

samedi 31 mai 2008

ياك كلنا مغاربة

"ياك كلنا مغاربة"
تذكرت قصة جميلة كنت قرأتها منذ مدة للكاتب عيسى مصيوط،و وجدت شبها كبيرا بين أحداثها و بين ما تعانيه كرتنا اليوم من محن و مشاكل.مفاد القصة أن هناك كلب شرس يحرس حظيرة،كان قويا و شهما و وفيا،له شعر رمادي مترب،و كان يحمي القطيع من أي اعتداء،إلى أن جاءت ليلة خبا فيها القمر،و حلت فيها المعصية .في تلك الليلة دخلت الزريبة ذئبة جائعة،عوت بنعومة و لوحت بذيلها للكلب ،فتلمظ الملعون و اقترب منها لتشبعه حنانا فتأسره في شباك غرامها...منذ تلك الليلة صار الكلب يتركها تدخل الحظيرة كلما جاءت دون أن ينبح أو يمنعها،و لاحظ صاحب الضيعة تناقص أعداد الخرفان،مع أن الكلب في الحظيرة دائما لا ينبح و لا يعوى. و في إحدى الليالي تجند الراعي ببندقيته و كمن قرب الزريبة،فماذا رأى؟ رأى الذئبة تقفز إلى الحديقة،و الكلب صامت ؛لا بل رآه يرفع رأسه و يهز ذيله،فلما استعدت الذئبة للهجوم على خروف جديد ،أطلق النار عليها...و إذ ذاك امسك العصا و انعطف يضرب الكلب ضربا مبرحا؛كان ينوي قتله في بادئ الأمر،لكن الشفقة أخذته فطرده خارج الضيعة؛كان الفجر قد انبلج، و انتهى الكلب إلى قمة الجبل الفاصل بين القرية و غابة الذئاب ،و قف حائرا خائفا،أين يذهب؟ الغابة بوحوشها الكاسرة..أو الضيعة بالعصا الراعي الغليظة؟،ظل ثلاثة أيام يعوى متألما و جائعا، ضائعا بين القرية و العصا،بين الغابة و الذئاب،و في اليوم الرابع...سكت النباح...و إلى الأبد.
الكلب و قد خان الأمانة و رماها من عنقه ما هو في الحقيقة إلا روح الإثم و الطمع ؛و قد انجر خلف أهوائه و ميولا ته الشاذة مع غير بني جنسه،فكان الحكم عليه بالنفي فاختار جبلا فاصلا بين الحملان و الذئاب،بين الشمال و الجنوب،فماذا كانت النتيجة؟...الجوع و الموت في العراء.
قبل أن تتساءلوا عن ماهية العلاقة الرابطة بين القصة والكرة المغربية،مع أن الجواب واضح وضوح الشمس فنهار جميل...ألا ترون معي أن ما فعله الكلب لصاحب الضيعة فعلوه "ذوك الناس": أولائك من أعطيناهم أمانة تسيير قطاع الكرة فأضاعوها ..و باعونا كالخرفان..بأبخس الأثمان..ألا ترون معي أن ما فعله الكلب يشبه كثيرا ما فعله "ذوك الناس": أولائك من باعوا جنسية بلادهم و هجروا وطنهم...مع أنهم يعلمون كل العلم أن "الكلب ما عمروا يولي ذيب" مهما طال الزمان و مهما فعل،و في آخر المطاف ينهون مشوارهم دون أية قيمة...ماعساهم يفعلون فالتاريخ لا يرحم،و كما يقول المثل المغربي: اللي دار الذنب يتساهل العقوبة.

jeudi 21 juin 2007

التحرش الجنسي بالأطفل.. انتهاك البراءة


هم أطفال في ربيع العمر، لا يفقهون شيئا في الحياة، ولا يفكرون إلا في شيئين اللعب والحلوى. تلمس البراءة في كل سكناتهم وحركاتهم، ورغم كل هذا فهناك أياد تنتهك تلك البراءة وتتعدى على أجساد ومشاعر أولئك الأطفال دون أي شعور بالألم النفسي أو حتى تأنيب للضمير.
التحرش الجنسي بالأطفال, ظاهرة مثل باقي الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا, استفاقت من غيبوبتها لتدق ناقوس الخطر على أطفالنا مرة أخرى. يمكن تعريف التحرش الجنسي بأنها إثارة يتعرض لها الطفل أو الطفلة عن عمد من المتحرش وذلك بتعرضه لمشاهد فاضحة أو صور أو تعليمه عادات سيئة مختلفة، فمن الممكن أن يكون التحرش حسي أو سمعي أو بصري أو لفظي.
آراء تختلف و أفكار تتضارب من شخص لآخر حول أسباب هذه الظاهرة وما ينتج عنها من تحولات نفسية عند الطفل.
يوسف 25 سنة ( طالب سنة ثانية علم اجتماع) ينظر للطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي بالشفقة و يقول :"يجب أن نتعامل مع الطفل الذي تعرض لحادث من هذا النوع بحرص شديد , و نحيطه بعناية فائقة و اهتمام كبير حتى لايقع فريسة لما هو أشد وطأة من التحرش.
- سألناه عن الحالة النفسية التي يصبح عليها الطفل المعرض للتحرش؟ فأجابنا:" بالنسبة لشعور الطفل فبكل تأكيد سيمر بحالة من العزلة و الخوف لذلك يستوجب علينا أن نهيئ له البيئة الكفيلة لعلاج هذه الحالة, مثلا الانتقال من المنزل أو الابتعاد عن المكان الذي يذكره بالحادث , و الاقتراب أكثر من تفاصيل حياته و معايشتها.
أما عائشة 38 سنة ( معلمة) سألناها عن ردةالظاهرة,ا علمت أن أحد أبنائها تعرض للتحرش الجنسي؟ فقالت:" إذا لا سمح تعرض أحد أبنائي لهذه الظاهرة, فلن أرضى بغير أن ينال المجرم عقوبة شديدة... أما الطفل الذي تعرض لذلك فأرى ضرورة إحاطته بالحنان والرعاية لينهض من هذه الأزمة و ينخرط مجددا في حياته بشكل طبيعي مثل أقرانه , كما يجب فتح المجال أمامه ليعبر عن نفسه و يتحدث عن أسراره مع والديه حتى لا يتكرر هذا الأمر.
ويرى عبد الله 28 سنة ( طالب جامعي) أسباب هذه الظاهرة بمنظور آخر حيث يقول :" هناك فجوة عميقة بين أفراد الأسرة , هذه الفجوة هي التي تترك المجال متاحا لوقوع تحرشات جنسية ضد الأطفال دون علم ذويهم ودون وعي لدى الأطفال لمواجهة ذلك , وبكل أسف أن المجتمع ظالم و لا يرحم من يقعون تحت هذه الظروف. يجب إرساء مبدأ الصراحة و المكاشفة بين الأطفال و ذويهم كي يتم تدارك المشاكل مع الابتعاد عن العنف و العصبية في التعامل مع الأطفال.
لعل وقع كلمة "التحرش" على الآذان ثقيل، لدرجة أن يستبعدها بعض الآباء أو يعتقدوا أن أبناءهم بعيدون عنها. كما قد تسبب تلك الكلمة الثقيلة الحرج -للوالدين- الذي يمنع السؤال عما يخص الحماية وتوعية الأبناء ضد التحرش، بل قد تمنع الآباء من الاقتراب من مثل هذه الموضوعات والمسميات -ثقيلة الوقع- مع الأبناء، لكن على كل حال، فتلك الكلمة -رغم ثقل وقعها- تفرض نفسها على واقعنا بما يستلزم وقفة لإعادة ترتيب الأوراق، ومن ثم إعداد العدة لحماية أبنائنا من ذلك الخطر.

مهدي شيهب

lundi 23 avril 2007

حوار الحضارات.. بالمدح النبوي!!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏ فإن المدائح النبوية من الأشعار والقصائد التي قيلت وتقال في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏ مشروعة، بل إن الإنسان ليؤجر عليها إن أحسن القصد في ذلك. وقد كان الشعراء من ‏الصحابة يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عنه، ويهجون المشركين، وهو ‏يسمع، بل قال لحسان بن ثابت كما في الصحيحين(( يا حسان أجب عن رسول الله، اللهم ‏أيده بروح القدس)).‏ لكن بشرط أن لا تحتوي هذه المدائح على باطل: من غلو في رسول الله يجاوز الحد المشروع، والغلو الذي نعنيه هو مجاوزة الحدّ المعقول والمفروض في العقائد الدينية والواجبات الشرعية . ‏ومن مظاهر الغلو في حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاستغاثة به، أو ترديد ألفاظ العشق ونحوها، مما لا يليق نسبته إلى رسول الله ـ صلى الله ‏عليه وسلم . وقد حذر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمته من الغلو عموما فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» . يقول فضيلة الشيخ ابن جبرين من علماء المملكة العربية السعودية : يقول ابن القيم: للربّ حقٌ ليس يُشبه غيره ولعبده حقٌ هما حقان لا تجعلوا الحقين حقاً واحداً، أي :لا تخلطوا بين الحقين، فحق الله تعالى منه أن نعرفه ونعبده وندعوه ونعظمه ونعتقد صفات كماله ونعوت جلاله. أما حق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو تصديقه؛ فنشهد بأنه مرسل من ربه، ومن كذب برسالته لم يصح إيمانه؛ وذلك لأن معرفة الله، ومعرفة حقوقه، ومعرفة العبادة ومعرفة الإيمان باليوم الآخر، ومعرفة العبادات كلها، إنما جاءت بواسطته، فهو الذي جاءنا بالقرآن، وهو الذي شرح لنا القرآن، وهو الذي علمنا هذه السنة، وعلمنا كيفية الأعمال؛ إذاً فله حق على أمته أن يشهدوا له بأنه مرسل من ربه، ثم يشهدوا أيضاً بفضله وبمزيته، وبما أعطاه الله من الفضل وفضّله على الأنبياء قبله . أهـ فإذا احتوت المدائح النبوية على مثل ذلك فإنها تصبح غير مشروعة، بل قد تؤدي بصاحبها إلى ‏الفسق والبدعة، أو الكفر بحسب الحال والمقال، فما اشتمل من الشعر على الحق فهو حق، وما ‏اشتمل على باطل فهو باطل.‏ ولا شك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن نبتدع ‏في دينه بزيادة، أو نقص، أو تبديل، أو تغيير لأجل تعظيمه به وإن كان بحسن قصد فإن ذلك ‏لا يبرر صحة العمل. وكمال محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته ‏ظاهراً وباطناً، ونشر رسالته التي جاء بها، والدعوة إليها، فإن هذه طريقة السابقين الأولين ‏من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان. والله أعلم.‏ !

ناس الغيوان...ظاهرة القرن


ناس الغيوان...هذه المجموعة التي خرجت من صلب آهات المجتمع ا لمغربي....هؤلاء الرجال البسطاء... أبناء الأحياء الفقيرة... لم يتدربوا في معاهد الموسيقى... أو في الصالونات المكيفة....أو الأحياء الراقية... أو وسط الماكياج..... والموضة الأجنبية... ناس الغيوان... المجموعة الشعبية بامتياز....حبيبة الجماهير.... الرئة التي تزفر أنات وآهات الفئات المسحوقة.... المجموعة التي صرخت بأفواه المظلومين...المجموعة التي لم تخضع لترغيب أو ترهيب.... لم تتطلع للأعالي....أو النجومية البراقة تحت أضواء مزيفة....أضواء كاشفة ... تكشف زيف بعض المرتزقة تحت عنوان الفن.... تكشف سوءة كثير ممن ينعقون بما يسمعون.......
ناس الغيوان نبض التغيير والثورة على الظلم والطغيان...(القرن العشرين هذا.... عايشين عيشة الدبانة فلبطانة.... راه الفرق عظيم بين التفاح والرمانة... ..لا دوا يداوي....) ناس الغيوان الروح التي يجب أن تحيا من أجل الفن الراقي الملتزم... أن تبدع من جديد... أن تكون خلفا جديدا .يحمل المشعل من جديد ..ليظل صوت الغيوان صداحا...في كل الأرجاء...يقول "لله ياسفينة فين غاديا بينا" ....السفينة التي يجب أن تصل بنا إلى بر الأمان...السفينة التي نحن ركابها... ونحن الذين يجب أن نحافظ عليها من قراصنة البحار... ومن دسائس الدخلاء الذين يحاولون عبثا إغراقنا في غياهب محيط الظلم والفساد...أو تحطيمنا على صخور الرذيلة والانحلال.....وأخيرا تحية إلى مناضلي ناس الغيوان... وكلنا معكم ناس الغيوان...مادام في الأرض صراع بين الحق والباطل.

أنبأت الظاهرة الغيوانية بالشيء الكثير... أنبأت بإحياء الغناء الجماعي بزخم كبير... وأنبأت بالإصرار على السير في تشييد عالم تتناغم فيه الأشياء والأقوال والناس، وأنبأت بخطاب يعلن عن موت التواصل الشفاف، ومن ثمة أعطت مكانة مرموقة للمتلقي المتعدد، فكان النص الغيواني متعددا وجامعا. متعددا من حيث التأويلات الممكنة وفق العوامل الممكنة غير المتحققة، ومتعددا من حيث انكشاف النص الغيواني عن النصوص المكونة له.
لقد كانت الظاهرة ظاهرة ثقافية عميقة ارتبطت بمجمل التحولات الفكرية والفنية والاجتماعية والسياسية التي أفرزتها الفترة الممتدة من 1965 إلى ,1972 وما أنبأت به ظاهرة ناس الغيوان لا ينفصل عما أنبأت به الشروط العامة التي أطرت مجمل الممارسات في تلك الحقبة.
التجربة الغيوانية تحكمت فيها عوامل خارجية وداخلية، عوامل ترتبط بالخبرة، بالجانب الصوتي والتطويري للغة، وبالمعرفة الدقيقة بعلم الموسيقى، وتربط بعدم مواكبة المختصين للأغنية، بما هو نشاط لغوي ـ موسيقي بالتقويم والتصحيح والإنضاج (1).

عوامل نشوء ظاهرة ''ناس الغيوان''

بروز الظاهرة يعود إلى حد ما إلى نجاح الأغنية الشعبية، وذلك بفضل الآخر الذي أضفى على ميراثه البدوي والتقليدي قيمة جديدة، ويعود أيضا إلى النظرة المتعاطفة لمجموعة من الفنانين الأجانب، الذين لم يتوقفوا لحظة عن توجيه الاهتمام لذلك التراث الفني المحلي، كما يعود إلى تصور المجموعة التي تمتلكها بعض هذه التشكيلات، وهو التصور الذي يعتبر ثاتبا من ثوابت الأغنية الشعبية، وقد تأثرت الأغنية الغيوانية بالمحيط العام للأغنية في العالم، الشعبية منها، التي جاءت في سياق تصاعدي كجواب على ضرورة ملء الأغنية بمفجرات شعبية تتناسق وآلام ومطامح الخط الصعودي للإنسان، وتتجاوب مع عصر يقبر أعاصير الظلام.
يذهب بوجمعة زوليف ومحمد الدرنوني إلى تسمية ناس الغيوان بـ''الدراويش الجدد''، وناس الغيوان هو الترجمة المطابقة لأهل التجوال، التي تفسر بشكل إيجابي بتوابع المغامرة والتسكع والغناء والاحتفال... في وسط المسرح ذاته الذي انبثق منه ناس الغيوان وقالوا بالاتباع فيه: إن بعض الأفراد من المجموعة وقد كانوا ملتفين حول الطيب الصديقي منذ ,1967 الذي كان حينئذ مدير المسرح البلدي بالبيضاء... شاركوا في مسرحيات ذاع صيتها كمسرحية ''الحراز'' و''سيدي عبد الرحمان المجذوب'' أو ''مقامات بديع الزمان الهمداني'' وشارك إلى جانبهم بعض أفراد مجموعة ''جيل جيلالة''.
أدخل ناس الغيوان للتراث الموسيقي المغربي، الذي تبدو أشكاله متوزعة بطريقة تقليدية بحسب الفئات أوا لفئات العرقية/الثقافية، تقلبات شكلية طالت الأشكال العربية الأندلسية أو المصرية/الشرقية، والأشكال الزنجية الإفريقية من جهة أخرى، وثارت الأغنية الغيوانية أساسا ضد الشكلين السائدين للأغنية الوطنية: الأغنية العصرية التي تستوحي الشرق (المشرق)، التي هي بمثابة تحول ماسخ يمارسه تغريب الأشكال العربية، خاصة منها المصرية/اللبنانية، كما تمارسه الأشكال الغربية بصفة خاصة، وهي الأشكال التي كانت تجربتها بئيسة، والشيء نفسه يقال بالنسبة لعصرنة الآلات الموسيقية
الأغنية الغيوانية: نماذج تقريبية

الأشعار والموسيقى: إن التوفيق الذي مارسته المجموعة للأدوات الفنية المتباينة لا يمكن أن يتصور بمعزل عن ''التوليف'' الذي مارسه الفنانون التشكيليون من جهة، ومن جهة أخرى، فإن النص الشعبي يمارس في هذا المجال تأثيرا على الاختيار الموسيقي الذي ينتج عنه تطابق بين بعض الموضوعات الشعرية والموضوعات الموسيقية أو الأنغام، وقد استطاعت المجموعة تطوير واستغلال الإرث الموسيقى في مجالات متعددة، من بينها: >الموضوعات الدينية الصوفية التي تأتي بأنغام وإيقاعات مطابقة: النغم الكناوي والحضرة العيساوية (إيقاع وموسيقى الجدبة) والأمثلة المجسدة لذلك أغنية ''الله يا مولانا الله'' ,1972 وأغنية'' غير خدوني'' ''1974 ـ موضوعات ''اللطفية'' التي تتلاءم مع الأنغام العربية الأندلسية، وهي حالة أغنية ''مزين امديحك'' وأغنية ''حن واشفق'' 1976 ـ 1977 ـ الموضوعات التي تتخذ ملامح تشدها إلى العروبة وهي في أغلبها مسندة بأنغام من الجنوب، وهي حالة أغنية ''حمودة'' ,1974 وأغنية ''النادي أنا'' 1976 وأغنية ''ضايعين'' 1977 ـ الموضوعات التي هي ذات مضمون نوسطالجي (الحنين إلى مسقط الراس) تغنى في أغلب الأحيان بأنغام ''العيطة'' كأغنية ''فين غادي بيا أخويا'' والصينية'' 1971 ـ 1973 و''الحصادة'' 1974 ـ 1975 و''الشمس الطالعة'' .1977
نماذج تقريبية: وللتقريب نطرح نماذج يستدعى فيها المجذوب الذي كانت نصوصه تعبيرا ذاتيا عن همومه التي ترجع إلى أسس موضوعية، استغلها الغيوان للتعبير بها عن حالات اجتماعية تتفاوت ضراوتها مع تباين بسيط في الألفاظ:
المجذوب: قلبي تقطع بالماس ماجابر انلوحو
من كان كواي للناس يصبر لكيات روحو
الغيوان: قلبي تقطع بالماس ما جابر انلوحو
من كان كواي للناس صار كيا لروحو
المجدوب: يا قلب نكويك بالنار وإذا بريت نزيدك
يا قلب خلفتي لي العار وتريد من لا يريدك
الغيوان: يا قلب نكويك بالنار ويلا بردتي نزيدك
يا قلب خلفتي لي العار وتريد من لا يريدك
والملاحظ أن هناك تنويعات لفظية لا تقل دلالة عن الجو العام الذي احتوى رباعيات المجذوب، والتأطير الذي طبع الرباعيات يمزج بين التساؤلات عن الأمل، والأمل المجسد كواقع والنقيض الجاثم على أحشاء الغيوان
المجذوب: قلبي جا بين المعلم والزبرة
والحداد مشوم ما يشفق عليه
يردف له الضربة على الضربة
وإذا برد زاد النار عليه
الغيوان: قلبي جا بين ايدين حداد
حداد ما يرحم ما يشفق عليه
ينزل الضربة على الضربة
وإلا برد زاد النار عليه.

القضية الفلسطينية والرؤية الغيوانية:

ما بين سنتي 1973 ـ 1974 غنت مجموعة جيل جيلالة ''القدس'' ومجموعة ناس الغيوان ثلاثية فلسطينية تتكون من ''مزين امديحك'' و''يا صاح'' و''غير خدوني'' وغنت لمشاهب ''بين الكديات''، ولقد اتسمت هذه الإنتاجات المتزامنة بطغيان الطابع الرومانسي، الذي يستقطبه الحس الديني والتعاطف الصوفي مع القضية، فالغيوان طرحوا القضية في إطار رومانسي ـ صوفي بين الأمل واليأس، والاستجابة والتحدي:
مولانا صرختو قريبة لعلم ماراد بين حرف الكاف والنون
ويرد الراشية جديدة
سيدي ما تضرك عليه المكنون
والله إلا بغا ينطق لكون الحجار الصامتة تتكلم.
والله إلا بغا يصدق لكون العبد في صدفة يغنيه.
وفي أغنية يا ''صاح'' يقدم نص الغيوان الإنسان العربي الفلسطيني في قمة العزلة يواجه مصيره لوحده، ولكن النص يقدم لهذه الوضعية بابتهال إنسان ينطق بنفس ضمير المتكلم، قد يكون الإنسان الفلسطيني منظورا إليه بعين مغربية غيوانية.
يا صاح راني وسط الحملة ورخيت الشملا ومافات الحملا
إلا تفاجا الضباب الداير بينا يا هلي وصلح الوقت
وصار علمنا واقف على دربنا يا هلي
اليوم نصبغو دارنا بالبيض
وينا وينا شاوروا علي
أولفي والدنيا ما تدوم.
بكاو حتى عياو بالدمع نجالي
حالي تبدل حالو هذا حوال
والعديان فجنابي كلها يشالي
شي سالب عقلي شي عجبو الحال
وأنا وسط الحملة وحدي نلالي
أما الأغنية الثالثة من الثلاثية فهي أغنية ''غير خدوني''، تضع القضية الفلسطينية بين يدي الإنسان ليكتب قدره بالدم ويقرر مصيره بالاستشهاد:
غير خدوني لله خدوني قلبي جابين يد الحداد
ينزل الضربة على الضربة ويلا برد زاد النار عليه
سيل سيل بالدم المغدور الدم المغدور ما نسلم فيه
حق المظلوم أنا ماندوزو يا طاعني من الخلف
موت واحدة هي غير خدوني.

تبقى ناس الغيوان إحدى المجموعات المعبرة عن هموم الأمة، وعن فئات من المجتمع المغربي، تناهض جهاز المتطلبات، ونتساءل مع حنون مبارك إلى أي حد يعتبر إنتاج الغيوان شعبيا؟ أعتقد أنه لا يمكن بصفة قطعية إغفال محاولة التأصيل الغيوانية الشعبية المغربية في إحيائها لتراث شفهي، وموسيقى مقموع وفي طابعها الرافض... وتبقى الظاهرة الغيوانية إنهاضا للأغنية الشعبية الحقة ومدا لها بدماء تسكب عليها حرارة التلاحم مع الجماهير، فناس الغيوان عملة صعبة ملك لكل المغاربة.

المغربيات يقبلن على الحجاب العصري وبعضهن يلجأن إليه كموضة عابرة


الظاهرة انتعشت بشكل كبير في صفوف الشابات من الطالبات والموظفات، حيث تفاعلت نسبة كثيرة من المحجبات المغربيات، وخصوصا الشابات منهن، مع مظاهر الحجاب العصري، الذي انتشر بشكل كبير في صفوف النساء الشرقيات، قبل أن يصبح موضة لدى العديد من المحجبات المغربيات اللواتي تخلين عن مظاهر الحجاب التقليدي القديمة (الجلباب والمنديل) وتجاوبن بشكل منقطع النظير مع مظاهر العصرنة التي أدخلتها المرأة الشرقية على الحجاب.ويرى العديد من المتتبعين أن مظاهر العصرنة التي طالت الحجاب نبعت في الأصل من المجتمعات الشرقية، حيث ألفت النساء رؤية مذيعات محجبات لا يتوانين في الاستعانة بآخر تقليعات الموضة ووضع الماكياج المثير وإدخال بعض التعديلات على اللباس، بحيث لم يبق ذلك اللباس التقليدي الفضفاض المتعارف عليه، يغطي جسد المرأة بعناية ويحرص على ألا يظهر منها سوى الوجه واليدان، وإنما خضع لعدة تعديلات تتلاءم ومستجدات العصر، وهكذا، فإن الألبسة الضيقة والألوان الجذابة لم تبق حكرا على المتبرجات وحسب، وإنما طالت ألبسة المحجبات اللواتي تفاعلن مع المستجدات التي أضفتها العصرنة على الحجاب. وظاهرة الحجاب العصري لم تعد تقتصر على دول بعينها، بل إنها أصبحت ظاهرة عامة في كافة الدول العربية.الحجاب العصري استقطب أيضا عددا كبيرا من المتبرجات اللواتي لجأن إليه نتيجة إعجاب فقط، وليس عن قناعة، إذ غالبا ما تعمد المتأثرات بجمالية لباس الحجاب العصري إلى التخلي عنه بعد حين. وتبعا لذلك، عمدت العديد من دور الموضى إلى ترويج صور متنوعة من الحجاب على أنها حل وسطي ترضي به المحجبة ربها، وفي الوقت نفسه تساير مجتمعها وتحافظ على أناقتها. وأغرقت الأسواق بنماذج من لباس الحجاب العصري، إذ أصبح مألوفا في الآونة الأخيرة رؤية محجبة تحشر جسدها في قماش يكون مشدودا بقوة إلى جسدها حتى أنه يكاد يعرقل تحركها أثناء السير. ومنذ فترة زمنية قصيرة، ظهرت أنواع من الحجاب الذي يعتمد لباسا ضيقا وطويلا يعلوه خمار معقود تحت الرقبة ليظهر من الأذنين إلى فوق الصدر.وباتت دور الأزياء وصيحات الموضة تنسج للنساء المحجبات نوعا من الملابس الضيقة والقصيرة والمفتوحة. وأصبحت مجلات الأزياء وغيرها توجه المحجبات إلى نوع معين من الملابس في الصيف أو في الشتاء، حتى أضحت بعض المحجبات أسيرات لآخر التقليعات وأحدثها، والتي تتشابه في كثير من الأحيان مع لباس المرأة المتبرجة. وأخيرا قامت إحدى دور الأزياء المكلفة بتصميم لباس المحجبات بعرض ملابس سباحة خاصة بالمرأة المتحجبة. وقد بدأ الإقبال عليه بعد عرضه ربيع السنة الماضية،... إضافة إلى التفنن في نسج الألبسة القصيرة والضيقة أو الخفيفة، ومن ذلك لبس السروال الضيق الذي يصف حجم رجل المرأة، وكذلك بطنها وخاصرتها، وغير ذلك... ومن مظاهر الحجاب العصري المنتشرة كذلك، إظهار العينين وجزء من الوجه. وتعمد بعض المحجبات إلى اكتحال العين ووضع الماكياج لتبدون بشكل لافت ومثير. وهناك فئة أخرى من المحجبات يرتدين لباس الحجاب ولكن فوقه ثوب مشقوق الجانبين أو فوقه تنورة مفتوحة من الخلف أو عباءة فوق سروال يكون في كثير من الأحيان ضيقا. ظاهرة الحجاب العصري لفتت انتباه العديد من الجماعات الإسلامية، التي حذر بعضها من التجاوب مع مثل هذا النوع من "الفتنة"، فيما أخضعت جماعات أخرى الظاهرة لنقاش كشف أن تأثر الشابات المغربيات بأناقة الحجاب المشرقي كانت من بين أهم الأسباب الكامنة وراء ذيوع نمط الحجاب العصري في صفوف المحجبة المغربية. وفي هذا الإطار، قال أحمد عدلون، إمام بمسجد النور بالرباط، وأستاذ بجامعة محمد الخامس، إن العلماء ذكروا شروطا للباس المرأة المسلمة العارفة لدينها والحريصة على حيائها، مشيرا إلى أن ظاهرة الحجاب العصري ليست مرفوضة تماما، وإن ما يرفض هو الغلو في إبداء الزينة وإظهار المفاتن، ذلك أن ارتداء المحجبة للباس عصري أمر مقبول شريطة أن يستر عورتها ولا يظهر مفاتنها.وأشار المتحدث ذاته إلى أن الشروط التي حددها العلماء للباس المرأة المسلمة تنص على أن يكون ساترا لجميع البدن وكثيفا غير رقيق، لأن الغرض من الحجاب الستر، فإذا لم يكن ساترا لا يسمى حجابا، لأنه لا يمنع الرؤية ولا يحجب النظر. وأضاف قائلا: كما ينبغي أن لا يكون لباس الحجاب زينة في نفسه أو مبهرجا ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار لقوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها". ومعنى ما ظهر منها، أي بدون قصد ولا تعمد.كما ينبغي أن يكون، يقول، واسعا غير ضيق ولا يشق عن البدن، ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة، وألا يكون كذلك الثوب معطرا فيه إثارة للرجال لقوله تعالى "إنما المرأة إذا استعطرت فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية". وبخصوص لبس المرأة المحجبة للسروال، قال أحمد عدلون، ينبغي للباس المرأة المسلمة ألا يكون فيه تشبه بالرجال. من جهتها، قالت حكيمة النضراني، أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن تطور لباس المرأة المحجبة أمر فرضته الضرورة، والمتغيرات التي عرفها المغرب، حيث فرض خروج المرأة للعمل نوعا ونمطا معينا من اللباس. وأردفت قائلة: غير أن المشكلة تكمن في غلو بعض الشابات المحجبات في استعمال الماكياج الظاهر والملابس الضيقة التي تكشف عن بعض تفاصيل الجسم، الشيء الذي أعطى صورة مشينة لدى الكثيرين عن الحجاب العصري، والحال أن التجاوب مع التطورات أمر مقبول شريطة عدم الغلو.العديد من الشابات المحجبات أبدين إعجابا كبيرا بمظاهر الحجاب العصري، ولم تتوان الكثيرات في الاعتراف بأنهن يلجأن إليه في إطار الموضة، إذ غالبا ما ينبهرن بطبيعة وألوان "الشالات" والمناديل، وبطريقة وضعها فوق الرأس، إذ تعمل على تركيز ملامح الوجه بشكل كبير وخاصة الأعين المكتحلة، التي تظهر بشكل واضح. وأشارت حكيمة النضراني إلى أن القصد الإلهي في آيات الحجاب واضح، وهو ما يفهم من غض الأبصار والتزام الحشمة والوقار وعدم التبرج تبرج الجاهلية. أما كيفية ذلك، تضيف، فتتداخل فيه أمور كثيرة، على رأسها تغير العادات وما يرتضيه الضمير، وهذا كله يندرج في إطار الأخلاق، فلا ذنب ولا لوم على المرأة إذا هي لبست اللباس العصري أو اللباس التقليدي، فليس اللباس ذاته هو الذي يحمي من مقدمات المحظور، لأن المحظور نفسه يمكن أن يحصل في عصرنا بالحجاب الذي يلف سائر جسم المرأة ولا يحصل بالسفور. ويقول عبد القادر سطور، صاحب محل لبيع لباس الحجاب، إن الإقبال على هذا النوع من اللباس أصبح كبيرا في السنوات الأخيرة. وأضاف أن الأمر لم يعد مقتصرا على الطالبات، بل امتد إلى النساء الموظفات... وغيرهن، وذلك نتيجة التطورات التي أدخلت عليه.وقال المتحدث ذاته، إن أثمنة لباس الحجاب تكون مرتفعة هي الأخرى تبعا لنوع الثوب، وطريقة الخياطة.... وأردف قائلا : "إن بعض الدول العربية تستورد هذه الملابس من الشركات والمصانع التركية التي اشتهرت بتصميم وترويج لباس الحجاب، وقد غزت المنتوجات التركية الأسواق المغربية نظرا لتصاميمها الحديثة والمتطورة".اللباس التقليدي المغربي طالته هو الآخر مظاهر العصرنة، إذ عمدت بعض دور الأزياء المغربية إلى تصميم لباس تقليدي خاص بالمحجبات، ويعتمد أساسا جلبابا قصيرا يعلو على الركبة ويضيق من جهة الصدر، وسروال "جينز" مزركش بقليل من القماش المستعمل في الجلباب، وهو الأمر الذي تفننت فيه العديد من دور الأزياء التقليدية في الآونة الأخيرة، وأعطت بالتالي للحجاب مظهرا تقليديا وعصريا في الوقت ذاته. وهذا النوع من اللباس تفاعل معه العديد من النسوة، بمن فيهن الرافضات لمظاهر الحجاب العصري. ليمثل الزي التقليدي بشقيه التقليدي والعصري حلا وسطا يرضي المحجبات الملتزمات والمتحررات أيضا. إن مسألة الحجاب العصري أمر اختلف فيه العلماء والفقهاء، وشخصيا أرى أن محجبات اليوم تمادين في الانفتاح، لدرجة أصبح من الصعب التفريق بين المحجبة والمتبرجة. ثم إن تعصيب الرأس بالمنديل ليس حجابا، فالحجاب الحقيقي يرمي إلى ستر جسد المرأة كاملا وليس شعرها فحسب. محمد مشرف ناظر أوقاف إن الحجاب الحقيقي ليس هو أن تحشر المرأة جسدها في لباس ضيق وشفاف يكشف عن مفاتنها، كما هو حال العديد من المحجبات اليوم، لذلك فأنا أفضل ألا أكون من طينة هؤلاء اللواتي يسئن للحجاب من خلال أنواع الألبسة والماكياج الذي يلجؤون إليه.الحجاب الحقيقي هو عن طريق اللباس المحترم وأساسا التقليدي منه. أمينة فاقر طالبة أنا أرتدي الحجاب منذ أزيد من عشر سنوات، ولم أعمد في يوم طوال هذه الفترة إلى لبس لباس عصري. أنا أومن بأن الجلباب والمنديل هما الكفيلان بمساعدة المرأة على التحجب وليس اللباس العصري الفاتن والمتطور، والذي يكون أكثر فتنة. ميلودة بورقادي موظفة الحجاب العصري فرضته الضرورة والتطور الذي ساد مختلف مناحي الحياة. وعند ظهوره، أعجبت به، وارتديته لمدة معينة، وكنت أضع الماكياج وألبس الجينز... إنه فعلا لباس مثير يعجبني. بشرى طواف ممرضة أحيانا تثيرك المرأة المحجبة ذات اللباس العصري أكثر من غيرها من المتبرجات، وذلك نظرا للعصرنة التي طالت لباس المحجبات، إذ أصبحت دور الأزياء تنتج لباسا مثيرا وفاتنا لا يستر جسد المرأة بقدر ما يتفنن في وصف كل تفاصيل الجسد.

النساء..و المحرقة الأنيقة!

التدخين او المحرقة الانيقة كما يطيب للبعض ان يطلق عليها حتى صارت تستهوي الكثير من فتياتنا بعد ان كانت صفة لصيقة بالشباب، حتى وصل بهن الحد ان لا يطيب لهن الخروج الا وبرفقتهن دخان يزين بها حقائبهن كما يدعين ليحلين اصابعهن في جلساتهن وبرفقة الصديقات، بل والاكثر من ذلك صارت لعلب الدخان ما يزينها هي الاخرى من جلود مفصصة وحقائب بسلاسل براقة تحيط علب الدخان لتزيد بريقها في اعينهن لتزيغ انظارهن عن رؤية مضارها وتزيد استمتاعهن بعد ان كانت رائحتها مثار اشمئزازهن وغضبهن اذا ما كان الذي يجلس بجوارهن مدخنا، فما الذي جعل فتياتنا اليوم يولعن بالتدخين هل صارت سمة العصر الذي نعيشه تماشياً مع الديمقراطية التي تتردد صداها من حولنا وعلى مسامعنا كل يوم، ام انها رغبة اخذت تزحف نحونا بعد الانفلات الذي حدث في اكثر من مجال من مجالات حياتنا اليومية في ظل الاحتلال!.
والذي يثير الاستغراب حقاً ان ظاهرة التدخين اصبحت عامة ومشتركة لدى الكثير من الفتيات ربما يكون التقليد او المشاعر المشتركة رغم كل التحذير من مضاره والادراك الكبير لما فيه من محاذير شرعية الا ان الكثيرين يصرون على التدخين نساء كانوا ام رجالاً والملفت للنظر اكثر اتساع ظاهرة التدخين بين طالبات الجامعة الشريحة المثقفة والتي من المفروض ان يكن الاكثر وعياً بمضاره وآفاته.سناء ( طالبة جامعية) تؤكد هذه الظاهرة فقد شاهدتها بام عينيها رغم انكار البعض لها عندما كان يثيراستغرابهن رائحة الدخان التي تملأ الغرف المغلقة والحمامات والمغاسل وتقول:* القلم ورشفة دخان!فضولي دفعني الى تتبع بعض الفتيات اللاتي اخذت اشك بهن بسبب الخلوة المستمرة دون معرفة الاسباب وقد تأكد الشك عندي حينما رأيت مجموعة من الطالبات في منظر مثير للاشمئزاز وهن يتلذذن برشفة الدخان عندها كرهت الدخان والمدخنين اكثر بعد ان رأيت منظر فتيات في مقتبل العمر من المفروض ان يكن واعيات، وهن يحملن سيجارة بين اصابعهن في مكان المفروض ان لا تعرف اصابعهن فيه غير مسك القلم والتزود بالمعرفة.*ومنهن جريئاتاما سهى فقد تكلمت عن التدخين في الجامعة بكل جرأة وصراحة واعربت عن حبها الشديد للتدخين وولعها بالمدخنين وعدم خجلها من كونها مدخنة وتخفي الامر سرا عن اهل بيتها.سألناها عن كيفية تأمين الدخان لديها وكونها فتاة هل تخجل من شراء الدخان من الباعة؟فأجابت:انا لا اخجل من شراء الدخان ولكن اخاف من ان يراني احد من معارفي فيخبر اهلي لهذا فانا اعتمد على ابن اختي الصغير الذي يشتري الدخان لي مقابل ما اقدمه له من حلوى ونقود حتى لا يخبر احد بالامر بالاضافة الى الاستعانة ببعض زملائي في الجامعة ممن اثق بهم.يبدو ان الذي يتتبع اخبار الناس يسمع ويرى عجباً فكثير من فتياتنا انفتحن على الحياة حتى وصل بهن الحال الى هذا الحد من الجرأة والادهى ان يكون الشباب صيداً لرغبات الفتيات بان يوفرون طلباتهن ويكونون تحت امرتهن دون مراعاة لدواعي اجتماعية عديدة.واذا كان التدخين آفة، فان المدخنين يزرعون بيننا آفات اضافية كتعويد الصغار على الكذب والتستر على الاخطاء وربما التدخين ايضا يقول ياسر 22 سنة طالب صحفي يرجع انتشار التدخين بين نسائنا وبالاخص فتياتنا الجامعيات في اغلب الاحيان الى شعورهن بالتحرر من قفص المدرسة واطار البيت وعالمهن الضيق الى عالم اوسع وشعورهن بالنضوج والحرية والحق في التصرف واتخاذ القرارات والتي تعتبر خطوة التدخين خطوة اولية نحو الحرية التي يجب ان يتمتعن بها كما يعتقدن
الواقع العملي اثبت ان المدخن الذي يدمن التدخين يصعب عليه تركه الا ما ندر ومن خلال اسئلتنا لاكثر من امرأة مدخنة اجبن انهن لم يقطعن التدخين طيلة فترة حملهن او رضاعتهن بينما بعضهن اجبن بانهن قللن منه ولكن لا يمكنهن تركه نهائياً فما هي الاسباب التي تدفع بالمرأة الى التدخين؟