samedi 21 juin 2008

عبد الصمد بن شريف


عبد الصمد بن شريف
بشعره الاسود الدي يغزوه الشعر الابيض يدل على انه انسان وقور وانه رغم رجاحة عقله لايزال شابا وان تلك الشعيرات البيضاء خرجت الى الوجود نتيجة التفكير الدائم والانشغال بالا خبار و المواضيع والقضايا المعاصرة, وعلى العكس ما يقال في التحليل النفسي بان العينان الضيقتان تدلان على المكر والخداع بل هي تدل على البراة وصفاء النية ولون عينيه يدل على قوة شخصيته وهي قوة كامنة لاتظهر الا عند الضرورة فتكون اشيبه بنار تحت رماد,اما حاجبه المستويان فيدلان على رزانته وسوائه والحكمة والتفكير السوي البعيد كل البعد عن التطرف
بكل هده الملامح الساحرة يطل علينا بعد طول غياب من خلال برنامجه الجديد تيارات احرزتم من يكون انه الصحفي الزميل عبد الصمد بن شريف الوجه التلفزيوني الدي نعرفه .
ولد عبد الصمد بن شريف عام 1964 في قرية بني بو فراح باقليم الحسيمة.
منذ أن كان تلميذا وعمره لا يتجاوز 11سنة، شعر بميل جارف نحو مهنة الصحافة، كان يتميز في الفصل بطريقة قراءته، التي كانت قريبة إلى حد ما من الإذاعي، وهذا ما كان يحمل أستاذ العربية، على إغداق المدح على صوته، علاوة على أنه كان دائما أحلم بأن أصبح كاتبا في يوم من الأيام،كان المذياع هو وسيلتنا المشتركة، للبقاء على صلة بالعالم، بل شكل المذياع مدرسة حقيقية استفاد منها، وعزز شعور بالانتماء إلى عالم الصحافة مبكرا، كما قوت رغبته في الكتابة، لاسيما أن البرامج الأدبية والثقافية التي كانت تبثها إذاعة لندن، واستضافتها لعدد من الكتاب، كانت تغويه وتستأثر باهتمامه.
لكن رغم هذا الاستعداد الفطري، إذا صح التعبير، عاكست رياح الواقع رغبتي وطموحي، وكنت أرغب في اجتياز مباراة ولوج المعهد العالي للصحافة آنذاك، بيد أن عزلة مسقط راسي أجهض حلمي.
قرر متابعة الدراسة، في كلية الآداب بوجدة. اعتقل هناك في انتفاضة 1984، حكم عليه بـ 3سنوات سجنا نافذا، أمضها بالكامل
لما خرج من السجن أكمل دراسته، ومن جديد اقتحم عالم مهنة الصحافة، كاتب عدة جرائد مغربية وعربية دولية، إضافة لإذاعة البحر الأبيض المتوسط، لكن كل هذا كان مجرد أضغاث أحلام.
كانت البداية مع إذاعة طنجة، بدون مقابل، لكنها فتحت أمامي أفقا شاسعا من الحلم.. من هنا بدأ.
ولما كان ملحا، أمسك بالحلم حتى لا ينفلت منه، وطرق باب جريدة الميثاق الوطني، ولج هذه المؤسسة، في يونيو 1989، حيث تم قبوله كمحرر، فكانت هذه هي الانطلاقة الفعلية، ويرجع الفضل للميثاق الوطني،في فتح أبوابها في وجه معتقلين سياسيين سابقين، وتمكينهم من استثمار طاقاتهم وأفكارهم، فهي لم تشعر حيال ماضيهم وقناعاتهم الإيديولوجية والسياسية بأي حرج.
بعد تجربة عمرت بضع سنوات في الصحافة المكتوبة، انتقل إلى القناة الثانية "دوزيم" عام 1993، حيث التحق بقسم الأخبار، ليشتغل محررا مع مجموعة صغيرة، تحمل عبئا كبيرا في إرساء دعائم وأسس تجربة القناة الثانية، خاصة في سنواتها الأولى عندما كانت تبث بالمرموز، وقدم نشرة الأخبار بالإضافة إلى إعداد وتقديم مجموعة من البرامج الحوارية والوثائقية، وتغطية العديد من المؤتمرات والأحداث، لكن شروط الاشتغال داخل المؤسسة، وعدم وجود تصور واضح لها ، أجهض الكثير من هذه البرامج ، وهكذا نفقد الكثير من التجارب المشرقة، بسبب انعدام الحس والحدس المهني والثقافي والتاريخي،
كان برنامج "قضايا للنقاش" و"جلسات فكرية" يثيران جملة من القضايا والإشكالات المرتبطة بتحول المجتمع وتحديات العولمة، والحوار بين الثقافات والديانات، ومسألة التحول الديمقراطي والإصلاحات في شتى مناحيها..إلخ. أما برنامج "لكل الناس" الذي توقف لأسباب متعددة، فقد واكب أهم القضايا والتحولات التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، من المفهوم الجديد للسلطة، إلى قراءة خمسين سنة من الاستقلال، وحاول تقريب المشاهد/المواطن من دلالات وأبعاد بعض القرارات التي اتخذت لتأهيل البلاد ديمقراطيا، كإنشاء هيئة الإنصاف والمصالح، ومدونة الأسرة..إلخ
و الآن يعد ويقدم برنامج "تيارات"، وهو كما يبدو ذو طبيعة حوارية، وفضاء لتقابل الآراء، ويحاول إرساء نقاش بين مختلف الفاعلين، خاصة السياسيين منهم، لاسيما أن المغرب مقبل على مجموعة من الاستحقاقات.
وعبر مساره المهني، قابل بن شريف العديد من الوجوه المغربية والعربية، مثل محمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير، والمرحوم فيصل الحسيني، وعصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وخلفه عمرو موسى، ومحمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، و الروائي المصري جمال الغيطاني، والمفكر العربي برهان غليون، ونصر حامد أبو زيد و الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الذي حضي بشرف استضافته في الشهور الأخيرة من تحمله مسؤولية حكومة التناوب التوافقي، والأستاذ محمد بوستة، والمفكر والدبلوماسي علي أومليل، والأستاذ العلامة عبد الهادي بوطالب، وعدد كبير من الوجوه في مختلف المواقع لا تسمح المناسبة لجرد أسمائهم جميعا.
ويقول عبد الصمد بن شريف احدى حوار حتى الآن سلخت عمرا لا يستهان به في مهنة الصحافة، وكثيرة هي الذكريات التي تقبع في ذاكرتي، منها ما هو جميل ومحفز، ومنها ما هو مؤلم ومثير، أقوى تجربة مررت بها، كانت صيف 1996، عندما اعتقلت رفقة المصور التلفزيوني، عبد الرحيم البوحديوي، وحسن العلوي، رئيس تحرير صحيفة" لومتان"، بمطار "زاغرب"، بالعاصمة الكرواتية، كنا الثلاثة متجهين إلى مدينة "موستار" بالبوسنة، لإنجاز برنامج وثائقي، عن مشاركة التجريدة العسكرية المغربية، في إرساء السلام في البوسنة والهرسك، لكن حدث ما حدث، إذ وجدنا أنفسنا رهائن في مطار "زاغرب"، أمضينا 24 ساعة في جو إرهابي، مشوب بحرب الأعصاب، لكن سرعان ما جاء الخلاص، بعد مساعي دبلوماسية، وتدخلات على أعلى المستويات
اعاد كل حياته في شريط من الدكريات مند ان كان طفلا يلهو في اقصى الريف الى لحظة الاختطاف
تم الخلاص و الحرية.
مهدي شيهب