lundi 23 avril 2007

حوار الحضارات.. بالمدح النبوي!!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏ فإن المدائح النبوية من الأشعار والقصائد التي قيلت وتقال في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏ مشروعة، بل إن الإنسان ليؤجر عليها إن أحسن القصد في ذلك. وقد كان الشعراء من ‏الصحابة يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عنه، ويهجون المشركين، وهو ‏يسمع، بل قال لحسان بن ثابت كما في الصحيحين(( يا حسان أجب عن رسول الله، اللهم ‏أيده بروح القدس)).‏ لكن بشرط أن لا تحتوي هذه المدائح على باطل: من غلو في رسول الله يجاوز الحد المشروع، والغلو الذي نعنيه هو مجاوزة الحدّ المعقول والمفروض في العقائد الدينية والواجبات الشرعية . ‏ومن مظاهر الغلو في حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاستغاثة به، أو ترديد ألفاظ العشق ونحوها، مما لا يليق نسبته إلى رسول الله ـ صلى الله ‏عليه وسلم . وقد حذر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمته من الغلو عموما فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» . يقول فضيلة الشيخ ابن جبرين من علماء المملكة العربية السعودية : يقول ابن القيم: للربّ حقٌ ليس يُشبه غيره ولعبده حقٌ هما حقان لا تجعلوا الحقين حقاً واحداً، أي :لا تخلطوا بين الحقين، فحق الله تعالى منه أن نعرفه ونعبده وندعوه ونعظمه ونعتقد صفات كماله ونعوت جلاله. أما حق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو تصديقه؛ فنشهد بأنه مرسل من ربه، ومن كذب برسالته لم يصح إيمانه؛ وذلك لأن معرفة الله، ومعرفة حقوقه، ومعرفة العبادة ومعرفة الإيمان باليوم الآخر، ومعرفة العبادات كلها، إنما جاءت بواسطته، فهو الذي جاءنا بالقرآن، وهو الذي شرح لنا القرآن، وهو الذي علمنا هذه السنة، وعلمنا كيفية الأعمال؛ إذاً فله حق على أمته أن يشهدوا له بأنه مرسل من ربه، ثم يشهدوا أيضاً بفضله وبمزيته، وبما أعطاه الله من الفضل وفضّله على الأنبياء قبله . أهـ فإذا احتوت المدائح النبوية على مثل ذلك فإنها تصبح غير مشروعة، بل قد تؤدي بصاحبها إلى ‏الفسق والبدعة، أو الكفر بحسب الحال والمقال، فما اشتمل من الشعر على الحق فهو حق، وما ‏اشتمل على باطل فهو باطل.‏ ولا شك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن نبتدع ‏في دينه بزيادة، أو نقص، أو تبديل، أو تغيير لأجل تعظيمه به وإن كان بحسن قصد فإن ذلك ‏لا يبرر صحة العمل. وكمال محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته ‏ظاهراً وباطناً، ونشر رسالته التي جاء بها، والدعوة إليها، فإن هذه طريقة السابقين الأولين ‏من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان. والله أعلم.‏ !

Aucun commentaire: