samedi 31 mai 2008

ياك كلنا مغاربة

"ياك كلنا مغاربة"
تذكرت قصة جميلة كنت قرأتها منذ مدة للكاتب عيسى مصيوط،و وجدت شبها كبيرا بين أحداثها و بين ما تعانيه كرتنا اليوم من محن و مشاكل.مفاد القصة أن هناك كلب شرس يحرس حظيرة،كان قويا و شهما و وفيا،له شعر رمادي مترب،و كان يحمي القطيع من أي اعتداء،إلى أن جاءت ليلة خبا فيها القمر،و حلت فيها المعصية .في تلك الليلة دخلت الزريبة ذئبة جائعة،عوت بنعومة و لوحت بذيلها للكلب ،فتلمظ الملعون و اقترب منها لتشبعه حنانا فتأسره في شباك غرامها...منذ تلك الليلة صار الكلب يتركها تدخل الحظيرة كلما جاءت دون أن ينبح أو يمنعها،و لاحظ صاحب الضيعة تناقص أعداد الخرفان،مع أن الكلب في الحظيرة دائما لا ينبح و لا يعوى. و في إحدى الليالي تجند الراعي ببندقيته و كمن قرب الزريبة،فماذا رأى؟ رأى الذئبة تقفز إلى الحديقة،و الكلب صامت ؛لا بل رآه يرفع رأسه و يهز ذيله،فلما استعدت الذئبة للهجوم على خروف جديد ،أطلق النار عليها...و إذ ذاك امسك العصا و انعطف يضرب الكلب ضربا مبرحا؛كان ينوي قتله في بادئ الأمر،لكن الشفقة أخذته فطرده خارج الضيعة؛كان الفجر قد انبلج، و انتهى الكلب إلى قمة الجبل الفاصل بين القرية و غابة الذئاب ،و قف حائرا خائفا،أين يذهب؟ الغابة بوحوشها الكاسرة..أو الضيعة بالعصا الراعي الغليظة؟،ظل ثلاثة أيام يعوى متألما و جائعا، ضائعا بين القرية و العصا،بين الغابة و الذئاب،و في اليوم الرابع...سكت النباح...و إلى الأبد.
الكلب و قد خان الأمانة و رماها من عنقه ما هو في الحقيقة إلا روح الإثم و الطمع ؛و قد انجر خلف أهوائه و ميولا ته الشاذة مع غير بني جنسه،فكان الحكم عليه بالنفي فاختار جبلا فاصلا بين الحملان و الذئاب،بين الشمال و الجنوب،فماذا كانت النتيجة؟...الجوع و الموت في العراء.
قبل أن تتساءلوا عن ماهية العلاقة الرابطة بين القصة والكرة المغربية،مع أن الجواب واضح وضوح الشمس فنهار جميل...ألا ترون معي أن ما فعله الكلب لصاحب الضيعة فعلوه "ذوك الناس": أولائك من أعطيناهم أمانة تسيير قطاع الكرة فأضاعوها ..و باعونا كالخرفان..بأبخس الأثمان..ألا ترون معي أن ما فعله الكلب يشبه كثيرا ما فعله "ذوك الناس": أولائك من باعوا جنسية بلادهم و هجروا وطنهم...مع أنهم يعلمون كل العلم أن "الكلب ما عمروا يولي ذيب" مهما طال الزمان و مهما فعل،و في آخر المطاف ينهون مشوارهم دون أية قيمة...ماعساهم يفعلون فالتاريخ لا يرحم،و كما يقول المثل المغربي: اللي دار الذنب يتساهل العقوبة.

Aucun commentaire: